رواية اشباح الفلانتين ( كامله جميع الفصول ) بقلم محمد شعبان
قعدت انا وهي في "الكافيه" المُعتاد، بصتلي بنظرات من الشك والخبث، شربت شوية من فنجان قهوتي وانا ببتسملها بخجل، وقبل ما اقولها كلام الحب اللي متعود اقوله كل ما اشوفها، قطعت حبل افكاري ووقفت الكلام على طرف لساني..
-قبل ما تقول أي كلمة من كلامك الفارغ، جاوبني الأول، فين هديتي، أيه؟!، نسيت ان النهاردة عيد الحب!
-مانستش طبعًا، ما انا مخرجك اهو، وبعدين خدي بالك بقى، كل يوم بيعدي علينا واحنا مع بعض، بيبقى عيد.
-شششش، بطل هرتلة، انا عايزة هدية، دبدوب، ورد!.. مش تقولي واحنا مع بعض مش عارفة ايه، فكك بقى وبطل تثبتني.
-يابنتي كل الحاجات دي دلوقتي بقت غالية واحنا في اخر الشهر، وبعدين دي حاجات زايلة، اما الحب، فهو اللي بيتبقى.
اتعصبت وقامت من مكانها، وقبل ما تمشي، بصتلي باشمئزاز.
-خليلك انت الحب لوحده يانن عيني، اما انا، فانا عايزة مع الحب هدايا، بيتزا، بوكيه ورد، دبدوب احمر كبير.
-اما انك ناكرة للجمايل بصحيح، ايه، نسيتي كل الهدايا اللي جيبتهالك في لحظة؟!.. معقول كل اللي عملته عشانك من خروجات وعزومات، نسيتيه عشان مفلس السنة دي!.. اما مجنونة بصحيح.
-انا برضه اللي مجنونة يامهبوش؟!، انا اللي بماطل في حوار الجواز بقالي اربع سنين بحجة اني بكون نفسي!، اقولك، انا ماشية، ومن هنا ورايح مش هتشوف وشي تاني، وايااك.. ايااك تتصل بيا تاني.
-ماشي، امشي، اللي تشوفيه، وكده كده انا ماعيش فلوس اشحن عشان اكلمك، بس اعملي حسابك، قبل ما تمشي، حاسبي عالعصير.
اتملك الغضب منها ومشيت وهي بتبرطم..
-راجل قليل الذوق، اتحرق انت وفقرك في الدنيا، وباذن المولى هتتحترق بنار جهنم في الأخرة زي ما بتعايرني بالهدايا بتاعتك المقشفة، يامعفن، انا مش عارفة ايه اللي كان جابرني عالهم ده، ماله عم حسين اللي راجع من الخليج، ماهو زي الفل وهيجيبلي أيفون.
بعد ما خلصت برطمتها ومشيت، مسكت كوباية العصير وبدأت اشربها وانا مبتسم..
-قليل الذوق قليل الذوق، خلي عم حسين اللي قد ابوكي ينفعك، المهم اني لقيت طريقة اخلع بيها، لا والاهم، العصير ابو بلاش، ياااه.. اول مرة اطلع منك بمصلحة، ولو على الدعا، فمش مهم، ماهو لو كان دعاء الكلاب مُستجاب، السما كانت هتمطر عضم.
=ها ياعمهم.. هتفضل قاعد تولول كتير واطفي النور واروح، ولا هتنصرف؟!
لما الشاب اللي شغال في المكان قالي كده، بصيتله باستغراب:
-انت بتقول ايه ياجدع انت، ايه انصرف دي؟!، هو انا شمهورش!
=لا يابا عفريت، وبقالك تلات سنين انت وهي بتظهروا في نفس اليوم وعلى نفس الترابيزة وبتتخانقوا نفس الخناقة بس بنهايات مختلفة، ايوه ماتبرقليش، انا خلاص اتعودت عليكوا، هو اه في الأول كنت بخاف منكوا لما بتظهروا وببقى لوحدي بالليل زي دلوقتي كده، بس ماعادش منه، انا جتتي نحست واتعودت على ظهوركوا.
-انت بتقول ايه ياجدع انت، مين ده اللي عفريت، عفريت لما يعفرتك!
=ياولداه!، هي العفاريت بتفقد الذاكرة زينا!، ربنا يشفيك ياعمهم، بس عمومًا، ولو انت ناسي يعني، ف اه، انت عفريت وهي عفريتة، وده بعد ما اتخانقتوا بعض على نفس الترابيزة دي من حوالي اربع سنين ليلة الڤلانتين، هي ضربتك بأزازة على نفوخك، وانت حدفتها بالطفاية التقيلة، ووانتوا بتتنقلوا للمستشفى، عربية الأسعاف اتقلبت بيكوا.
-بس بس.. ايه الخيال الأوڤر ده.
=خيااال، اااه.. انت شكلك عجبتك القعدة وعايز تحرق كتير، لكن لامؤاخذة، الساعة ٣ وانا عاوز الحق اروح عشان انام كام ساعة قبل ما استلم وردية الصبح، فوتك بعافية، واه، ابقى حط ايدك على راسك وانت تحس بالعلامة اللي على قورتك، بسم الله ماشاء الله، منورة ولا علامة المرسيدس عالكبوت.
بعد ما قالي كده سابني وراح طفى انوار المحل وخرج من الباب وقفله، كل ده وانا قاعد مصدوم، بس اول ما قفل النور، سمعت صوتها جاي من ورايا..
-محاميحو.. حسين مين يامحاميحو.. هو انا ليا غيرك ياعفريت عمري واخرة صبري!
تمت
بعد انتهاء رواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا